الثلاثاء، 17 مارس 2009
المقال الأول
(نحن أكثر تقدماً من الغرب)
بسم الله الرحمن الرحيم
أكاد أجزم أن كل من قرأ عنوان هذا الموضوع لم يصدقه ولكن الحقيقة هي أن التقدم بصفة عامة ينقسم إلي قسمين أولاً التقدم العلمي والتكنولوجي وثانياً التقدم العقائدي والخُلقي وحيث أن حياة الإنسان تنقسم إلي شقين شق دنيوي يخدمه التقدم العلمي والتكنولوجي وشق ديني يخدمه التقدم العقائدي والخُلقي .
ولاشك أن الغرب وبصفة عامة متقدم في القسم الأول فهو متقدم في شتى المجالات العلمية والتكنولوجية تقدم رهيب يسبقنا بحوالي قرن من الزمان .فجميعنا يدرك انه لا يوجد شيء نستخدمه في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة إلا وأن يكون هذا الشئ هو اختراع غربي وأيضاً صناعة غربية أو شرق أسيوية ونادراً ما نجد شيء هام يندرج تحت الصناعة المحلية فقد اقتصرت صناعاتنا علي الملابس والمأكولات والأدوات المنزلية وغير ذلك من الصناعات البسيطة حتى أنه وصل بنا الأمر إلي استيراد أتفه الأشياء من الخارج فوصل بنا الأمر إلي استيراد (علب الكبريت)الخشبية من الهند وباكستان وعدم قدرة صناعاتنا علي توفيرها.
أما بالنسبة للاختراع والابتكار فقد توقفت عقولنا عند حد الاستهلاك فقط ولا يوجد شخص يتعدى هذا الحد فيبتكر ويخترع إلا ونجده في الخارج يخدم ويزيد من التقدم التكنولوجي والعلمي للغرب والأمثلة علي ذلك كثيرة ومعروفة .
ولكننا متقدمون كثيراً في القسم الثاني من التقدم وهو التقدم العقائدي والخُلقي ذلك بشكل واضح وبشهادة الغرب نفسه فجميعنا علم بالإحصاء الأخير لمركز جلوبل الأمريكي الذي أكد فيه أن أكثر الشعوب تديناً هو الشعب المصري فإن فكرة الإله في عقولنا مرسخة بشكل عميق وإيماننا به هو إيمان يقيني مغروس في قلوبنا ذلك بفضل الإسلام الذي أرسى قواعد العلاقة الصحيحة بين الإنسان وربه وبين غيره من الناس بل وأمتد ذلك إلي علاقته بالحيوان وبشتى الأشياء .
وبأي مقارنة بسيطة نجريها في أي مجال من المجالات العقائدية والخُلقية بيننا وبين الغرب نجد وبصورة واضحة أن مؤشر التقدم يشير تجاهنا فأن مجتمعاتنا هي أكثر المجتمعات ترابطاً وتضحية ,وأن أسرنا هي أكثر الأسر تماسكا وتحاباًً,وأننا أكثر الأفراد شهامة وحيادية وحباً واحترما وتكاتفاً أكثر من أي مجتمع آخر ونلاحظ ذلك في عاداتنا التي تدعمنا تجاه الخير والحق وتلك العادات والتقاليد الكثيرة التي تصب في رفعة الإنسان والتكافل الاجتماعي.
أما بالنسبة للغرب المتخلف في هذا القسم فنجد أن شخصية المجتمع الغربي تتسم بصورة كبيرة بالمادية البحتة وبالجحود والأنانية والمصلحة في شتي التعاملات وشتي المجالات فنجد أن علاقتهم بالدين هي علاقة شكلية فهم يفعلون كل شئ دون إعارة أي اهتمام بقواعد الدين ومحرماته فيقيمون علاقات جنسية دون الارتباط بالرابط المقدس وأن تزوجوا يكون ذلك بعد إقامة علاقة جنسية وبل بعد الإنجاب فقط لإصباغ هذه العلاقة بصبغة شكلية ونري أنهم يشربون الخمر كشربهم للماء وإنهم لا يمتنعون عن فعل أي شئ إلا بسب الخوف من القانون وعقابه ويتضح لنا الكثير غير ذلك من عاداتهم ومعاملاتهم التي تصب في تدمير المجتمع وإتلاف العلاقات به.
في النهاية نجد أن الغرب يزداد في التقدم العلمي والتكنولوجي وأننا ننحدر في التقدم العقائدي والخُلقي نظراً لمحاولة تشبهنا بهم ولاتخاذنا لهم قدوة وبأس تلك القدوة.
إسلام محمد محمود
شعر حر
(وماذا بعد يا بغداد)
يـــــــــــــاحسرتي عليكـــــــــــــي يــــــــا بغــــــــــــــــداد*قتلت يا قلب البــــــــــــــلاد
أرى فيك ذئـــــــــاباً تنهش شرف العبـــــــــاد*والله لأنتي كثير علي أهلك الأوغــــــاد
يقاتلون بعضهم ويتركون الذئاب تقتاد*والله لو كانوا رجالاً لغرزوا في قلوبهم الأوتاد
ولجعلوا منكي مقـــــــابر بأشــــــــلائهم تزداد*ولتنافسوا فيكي ليكونوا للشهداء أنداد
فكم أنتي عزيزة علينـــــا يا عــاصمة الأجـــداد*فكل جرح فيكي يبكي في القلب الفؤاد
ولقد خذلت بعدكي العروبة وتنصلت منها الجياد*فيليتني أراها بالدماء يوماً تفتـــــــاد
لأفتخر بهــــــــا وأقولها أيضــــــاً بعنـــــــــاد*إني عربي والعروبة رمز الأمجـــــــــاد